نبي لم يهاب الاسود بل لاعبها ، احد انبياء بني اسرائيل ولد بفلسطين بمملكة بني اسرائيل بعد نبي الله سليمان ، اوصى بدفنه بعد الرسول من هو ؟ وما علاقته ببابل ؟ وكيف اصبح حاكم بابل ؟
{ من هو ؟ }
اسمه : دانيال (ع) بن حزقيل ( ع) بن ايوب (ع) بن موص ...بن اسحاق (ع) بن ابراهيم (ع)
عهده : 500 ق.م - 600 ق.م
{ ولادته : معجزة الاسود }
ولد سيدنا دانيال بمملكة اسرائيل التي اسسها نبينا داوود ، حيث كانت هنالك نزاعات وصراعات بين مملكة بابل ومملكة مصر القديمة على مملكة بيت المقدس - مملكة اسرائيل ، كان بني اسرائيل يكفرون بنعمة الله عليهم وانه اسكنهم ببيت المقدس وكان نبي الله ارميا يحاول بهم بشتى الطرق ان يتوبوا بدون جدوى ، وكان يحكم اسرائيل ملك يدعى يهوياقيم وباحد الايام اجتمع الملك بوزرائه وفجاة دخلوا الكهناء والدجالين بسرعة وفزع قائلين : بهذا اليوم سوف يولد طفل وهذا الطفل ستكون نهاية حكمك على يده ، فزع الملك يهوياقيم وامر بقتل كل طفل يولد بهذا اليوم والجدير بالذكر ان سيدنا دانيال ولد بهذا اليوم .
كانوا الجنود منقسمين عدة فرق منتشرين حول المملكة يقتلون اي طفل حديث الولادة واحد هذه الفرق وصلت لبيت النبي دانيال واخذته قسرا من امه وخرجوا من المنزل ولكنهم لم يستطيعوا قتله لانهم حزنوا وشفقوا عليه ولكنهم يخافون من افشاء احد عليهم للملك فيقتلهم فقرروا رميه بالغابة وان مات فهم لم يقتلوه وان لم يمت فعساه خيرا وبالفعل رموه بكهف بالغابة ولحسن الحظ راتهم امه وعندما غادروا ذهبت بسرعة للكهف ولكن قبل ان تصل اليه سمعت صوت زئير الاسود يصدر من الكهف فاحتارت اتذهب ام لا ولكنها ولخوفها على ابنها قررت الذهاب واستجمعت شجاعتها واسرعت للكهف ، وعندما دخلت رات موقف عجيب وهو وجود ابنها بين الاسد واللبؤة وراتها يلحسانه تعبيرا عن حبهم ورفقهم به وكانه شبلهم فاقتربت واخذته وعادت لمنزلها مع ابنها سيدنا دانيال ، ويجب التنويه على كذب الكهنة لان الملك يهوياقيم مات بدون ان يقتله احد ، فاراد الله من كل هذا اثبات قدرته على حمايته لعباده .
{ زوجة المستشار }
كان للملك يهوياقيم اعوان واتباع كثيرون ومنهم قاضيان صادقان يحبهم الجميع وكانا صديقان لمستشار الملك ، وكان للمستشار زوجة فائقة الجمال واعين الرجال كلهم عليها ينتظرون الفرصة للاقتراب منها وكان المستشار يعي ذلك ويخاف على زوجته ، باحد الايام اوكل الملك مستشاره بمهام خارج الدولة ولكن المستشار كان خائف على زوجته فاوصى القاضيان بها خيرا وان يحموها ويلبوا طلباتها بغيابه فوافقا ، وعندما ذهب اسرعا لزوجته ودخلوا عندها وكانوا يراودونها عن نفسها ويعرضون عليها ذلك الشيء ولكنها كانت ترفض وبداوا يصرون عليها ولكنها دافعت عن نفسها وتحول رفق القاضيان لغضب وتهديد فقال احدهما : ان لم تفعلي ما طلبناه سنخبر الملك انك زانية وسوف يصدقنا لان الكل يعرفنا صادقين وسوف تصبح سمعتك انت وزوجك سيئة | فاجابتهم بالرفض والاصرار على الرفض ، خرجا القاضيان وذهبا للملك واخبراه بانها استغلت غياب زوجها وزنت ووقع الملك بصدمة وحيرة لانه يعرف ان القاضيان صادقان وايضا يعرف ان المستشار وزوجته شريفان فوقع بموقف صعب واستدعاها وسالها فاجابت بلا ولكن القاضيان اصرا فحدد الملك موعد الرجم بعد ثلاثة ايام وانصرفوا فجلس الملك لوحده يفكر بحيرة : هل ظلمتها ؟ هل القاضيان كاذبان وهي صادقة ام انها زانية وهما صادقان ؟ ، امر الملك احد وزرائه بالتقفي حول الموضوع خلال ثلاثة ايام ويتاكد من صحته وبالطبع انتشر خبر الزنى بالمملكة كلها وموعد الرجم وتشوهت سمعتها ، فمر يومان ولم يجد الوزير اي دليل ينفي او يؤكد الواقعة ، باليوم الثالث وهو اليوم السابق للرجم مر الوزير بصغار يلعبون فشدوا انتباهه فوقف يراقبهم واحد هؤلاء الاطفال النبي دانيال ، بداوا الاطفال باقتراح من سيدنا بتمثيل مسرحية اثناء لعبهم وشخصيات هذه المسرحية الملك والجنود والقاضيان والمراة فكان دانيال الملك فجلس على صخرة وامر الجنود -الاطفال- باخذ احد القاضيان بعيدا وابقى على الاخر فساله دانيال : قل لي متى حدث الزنى ؟ واين حدث؟ومن الرجل ؟ ، اجاب الطفل الذي يمثل دور القاضي باجوبة عشوائية فابعده واحضر الثاني وكرر الاسئلة فاجاب اجوبة عشوائية مختلفة ، فاعجب الوزير بذكاء دانيال وخطرت ببال الوزير فكرة وهي القيام بنفس طريقة لعب دانيال والاخرين فغادر وعاد للملك ليخبره بالطريقة وبالفعل فصل الملك بين القاضيان وسال كل واحد منهم على حدى فاجاب كل واحد باجوبة مختلفة فعلم الملك ان الزوجة صادقة فاصدر قرار باعفاها لصدقها وامر باعدامها لكذبهما .
{ نبوخذنصر : السبي البابلي }
لابتعاد بني اسرائيل عن الدين كانوا ضعفاء وجبناء بل وجهلاء وبجهلهم وضعفهم هذا كان يسهل اجتياحهم عسكريا وكانتا اعظم مملكتين بذاك الزمان المملكة المصرية والبابلية يطمعان بمملكة بيت المقدس ، وياس النبي اراميا من دعوتهم فاتجه للملك يهوياقيم واخبره بالتالي : ان لم تعودوا لدينكم ولعبادة الله فان الله سوف يسلط عليكم رجل يهزمكم ويقتلكم ويمثل بجثثكم ، فاجابه الملك بالسخرية والرفض ولم يصغ للنبي اراميا احد ، غرت القوة والحكم واللمملكة المذهلة بني اسرائيل فلم يصدقوا اراميا فغادر سيدنا اراميا مملكة بيت المقدس وعاش بمملكة بالشام.
كان يحكم بابل الملك الشهير نبوخذ نصر احد الملوك الاربعة الذين حكموا الارض بفترات متفاوتة وهم ( سيدنا سليمان ، سيدنا ذي القرنين ، النمرود ، نبوخذنصر ) ، كانت المملكتان البابلية والمصرية بصراع دائم بينهما وكانت مملكة اسرائيل متعهدة باتباع البابليين ولكنها نقضت هذا العهد وتعاملت وتعاونت مع المصريين فغضب نبوخذنصر وامر جنوده بالذهاب لمملكة بيت المقدس واحتلالها وبالفعل حدث ذلك وارتكبوا جرائم كثيرة بحق الاسرائليين حيث قتلوا ثمانين الف شخص ودمروا معبد اسرائيلي يدعى الهيكل يقال انه مصنوع من الذهب والفضة وتم تدمير مملكة بيت المقدس رسميا ، وما تبقى من بني اسرائيل اسروا وسبوا وسميت تلك الواقعة بالسبي البابلي ، فعاشوا الاسرائليين ببابل وتعرضوا للاضطهاد والعنصرية وكانهم عبيد وعاش سيدنا دانيال ببابل وكبر واصبح رجل ونبي واخبرته امه بقصة الاسود فصنع لنفسه خاتم منقوش عليه راس اسدان وطفل ليتذكر نعمة الله عليه .
{ محاولة قتله : حفرة الاسود }
وهبه الله النبوة ببداية شبابه وبدا يدعوا قومه بني اسرائيل للتوحيد ولكونهم بموقف صعب صدقوه واتبعوه بل وحاولوا التقرب منه والجلوس بمجالسه واخذ الحكم والعبر منه وانتشر خبر النبي دانيال ودعوته بارجاء بابل وبات الكل يعرف من هو دانيال ،وصل خبره للملك نبوخذنصر واخبره وزيره بان بني اسرائيل يتعبعوه ويسمعون كلامه وكانه قائد لهم بل ويحمونه فمن المحتمل ان يشكل خطر مستقبلا وينقلب عليهم فقرر نبوخذنصر قتله بطريقة مهينة تضعف بني اسرائيل وتثبت كذبه ~ ، فامر بحفر حفرة كبيرة ووضع بها اسدين واجتمع الكل حول الحفرة والقى بسيدنا دانيال بالحفرة وبات الكل يراه مع الاسدين بالحفرة ينتظرون موته واكل الاسود له ؛ ولكن فور وضعه بالحفرة اقتربا الاسدين عند قدميه وبدا يلاعبهما وكأن الاسدين يشيران الى انه مبارك ومحفوظ من الله وهذا صحيح ، فقرر نبوخذنصر تركه معهما بالحفرة فاما ان يوجعا وياكلاه او يجوع ويموت وبالفعل مرت ايام وجاع سيدنا دانيال وبدا يدعوا الله بان ينجيه من هذا واستجاب الله لدعوته واوحى للنبي اراميا باعداد طعام للنبي دانيال فتعجب اراميا من الامر لانه بالشام ودانيال بالعراق فلم يعترض وبدا باعداد الطعام ، ارسل الله ملائكة لياخذوا مائدة الطعام وبالفعل اخذوها وبسرعة البرق اوصلوها لدانيال ومرت الايام .
{ احلام نبوخذنصر }
باحد الايام التي كان سيدنا دانيال بالحفرة حلم نبوخذنصر بان الملائكة تنزل من السماء وتحمي دانيال فعندما استيقظ فهم ان دانيال له مكانة واضحة بالدنيا وانه بالفعل مهم فامر باخراجه من الحفرة واستدعاه واعتذر منه وعينه وزيره حيث اصبح بكل مدينة ببابل يوجد حاكم وكلهم تابعين لنبوخذنصر وقائدهم الوزير دانيال .
تحسنت سمعة بني اسرائيل ببابل واصبح لهم احترام لقربهم من دانيال واصبحوا يعاملون كباقي الشعب بدون عنصرية واضطهاد ، وباحد الليالي حلم نبوخذنصر بحلم غريب اخر وهو تمثال مصنوع من المعادن حيث راسه من الذهب وصدره من الفضة وفخذه وبطنه من النحاس وقدمه للركبة من الحديد واسفل الركبة من الصلصال وفجاة وبسرعة حطمت صخرة كبيرة هذا التمثال واصبح رماد ثم اتجهت ريح قوية للرماد وتحول الرماد لجبل فاستيقظ بفزع وجمع وزرائه ومنهم واكبرهم مكانة سيدنا دانيال فقال نبوخذ : لقد حلمت بحلم مخيف ، فقال سيدنا دانيال : اعرفه ، لقد حلمت بتمثال.... وتحول لجبل فصدم نبوخذ واجاب : نعم ، اعلمني بتفسيره ان استطعت ، فاجابه سيدنا دانيال بالاتي : الراس الذهبي يدل على ملكك وقوة دولتك ، الصدر الفضي يدل على المملكة من بعدك وستكون اضعف من مملكتك الحالية ، اما الجزء النحاسي فهي مملكة ستاتي بعد المملكة التي ستاتي بعدك وستكون مسيطرة على العالم كله واما الحديدي سيكون مملكة اضعف من المملكة النحاسية ، اما جزء الصلصال فهي مملكة ستكون قوية ولكن سوف تتدمر بفترة وجيزة من قوتها وتنفصل لعدة ممالك ، الصخرة هي الامة التي ستدمر هذه الممالك (امتنا ) .
{ قصة موت سيدنا دانيال }
كان سيدنا دانيال يحب امة محمد لانها الامة التي سوف تدمر طغيان بابل وكفرها ولانها الامة التي ستوحد الدين الصحيح وتنصره وكان يبشر بني اسرائيل بقدومهم وبالاشياء التي سيفعلونها ، ودعا الله ان لا يدفن الا بزمن امة محمد واستجاب الله له ، اوصى قبل وفاته بان لا يدفن ابدا -حاليا- وبالفعل بقيت جثته محفوظة باحد غرف احد القصور ، وبعهد الخليفة عمر بن الخطاب واثناء الفتوحات الاسلامية ارسل عمر بن الخطاب فريق جيش بقيادة ابي موسى الاشعري لفتح مدينة فارسية تدعى تستر وهي مدينة محصنة وقوية استغرق المسلمون شهور لفتحها ، وعندما فُتحت وجدوا باحد المعابد رجل ميت لم يتحلل يرتدي باصبعه خاتم منقوش عليه اسدان وطفل وبجواره كتاب ، سُئل اهل المدينة عن هذا الرجل فاجابوا بانهم لا يعلمون من هو ولكنه مبارك حيث عندما يحدث جفاف يخرجونه من المعبد فتمطر ثم يعيدونه وانه متوفي من سنين طويلة ربما ثلاثمائة سنة ، علموا المسلمون انه نبي لان الانبياء لا تتحلل اجسامهم ، لم يكن الكتاب مكتوب بلغة يفهمونها فارسل ابي موسى الاشعري الكتاب لعمر بن الخطاب وارفقه برسالة عن هذا الرجل ( سيدنا دانيال ) ، فترجموه الصحابة وكان يحتوي على اخبار وتنبؤات واحوال ستاتي بعده فعرفوا ان كاتبه النبي دانيال فارسل سيدنا عمر امر لابي موسى بدفنه بدون علم احد وبالفعل حفر ثلاثة عشر قبرا متباعدة ودفنه باحدها واغلقهم كلهم بنفس الطريقة بالليل لكي لا يتبارك احد بجثته او ينبش قبره واخذ ابي موسى الاشعري بموافقة عمر بن الخطاب كتاب سيدنا دانيال .
وبالختام نحن نجهل قصص الكثير الانبياء الذين لا نعرف اسمهم حتى ، الانبياء هم التاريخ ، الانبياء هم من يستحقون تقديرنا واحترامنا ، الانبياء هم من يجب الاقتداء بهم ، عسى ان نراهم يوما ما بالجنة باذن الله .